المملكة العربية السعودية من الدول العربية ذات المساحة الواسعة، كانت تسكنها قبائل عربيةٌ متنقلةٌ من منطقة إلى أخرى حسب توفّر المراعي، وكان الأغنياء من السكان يعملون بالتجارة، فقد كانت لأهل مكة قوافل تجاريةٌ كبيرةٌ تصل ما بين أفريقيا وآسيا، وكانت لهذه القوافل مسارات طرقٍ معروفة، فتمّ إنشاء القرى على هذه الطرق لتكون محطة استراحةٍ لهذه القوافل، وكانت الحكومة السعودية تفرض ضرائب على هذه القوافل بدل حمايتها.
لقد كانت موارد المملكة السعوديّة شحيحةً تعتمد اعتماداً كليّاً على الضرائب المفروضة على القوافل التجاريّة التي تمر من أراضيها وعلى المساعدات التي تقدّم لها من بريطانيا، بقيت الحال على هذا الوضع الصعب فطبيعة الأراضي صحراوية، ولم يكن العيش فيها مكسباً كبيراً، إلا أنّ ذكاء وفطنة الملك المؤسس وتواصله مع الشركات الأجنبيّة استطاع أن يقلب الوضع من بلدٍ فقيرٍ إلى بلادٍ غنيّةٍ متطورةٍ وكان ذلك في عام 1933 ميلادي حين تم اكتشاف أول بئر نفطٍ في البلاد السعودية.
السكانلقد كانت المعلومات عن عدد السكان الفعليّ في السعودية قليلة جداً، إلا أنّه بعد أن أصبحت الدولة السعوديّة من أكبر الدول المصدّرة للنفط وتوفر فرص العمل بعد تطوير المرافق العامة في الدولة من مستشفياتٍ ومدارسَ وبنوكٍ ومراكز تجاريةٍ هاجرت إلى السعودية الكثير من الأيدي العاملة من مختلف دول العالم، حيث أصبح عدد السكان الذين من أصولٍ غير سعوديةٍ يشكلون نسبةً كبيرةً من عدد السكان الأصلي، فحسب إحصاءات عام 2012 ميلادي التي أجرتها الحكومة السعودية خلصت نتائج الإحصاءات إلى أنّ:
إنّ ارتفاع نسبة المقيمين في السعودية من غير السعوديين يؤشر على أنّ اقتصاد الدولة السعودية متطورٌ؛ لكونه أوجد هذا العدد من فرص العمل، وما زال الاقتصاد السعودي في نموٍ متسارعٍ خاصةً بعد أن اتخذت السعودية الكثير من الخطوات لإيجاد قطاعٍ إنتاجي غير النفط وهو القطاع الصناعي، وقد ساعد استقرار نظام الحكم والأمن الذي تعيشه السعودية على تطوير كافة القطاعات الإنتاجية في البلاد، ويجب ألا يغيب عن بالنا المردود الاقتصادي الكبير الذي يعود على الدولة السعودية من الحجاج.
المقالات المتعلقة بعدد سكان السعودية الأصليين